03‏/05‏/2011

لون الشفاء...


يادكتور....
إن كان للشفاء لون ....فلن يراه إلا الأصحاء.....
ترى ماذا عساه يكون لون الشفاء ....
الآن أرى أمام ناظري لوناً أخضر....
ماهو هذا الأخضر؟
إني أرى شيخاً وقورا يشبه أبي .. يلبس ثوبا أخضر...يقبل نحوي متكيئاً على عصاه ..
ويقترب فيقول:
حمدًا لله على سلامتك يا بنتي ..
أتلفت يمنة ويسرة أبحث عمَّن يُحدث ،فلا أجد إلا أنا فأقول:
- أتكلمني ؟
فيقول :
- نعم أكلمك..
فأقول :
- من أنت ؟ وهل تعرفني ؟
فيرد:
- كيف لا أعرفك وأنت ابنتي .
قلت :
- ماذا تقصد بقولك حمدا لله على سلامتك .
- ألم تكوني مسافرة ؟
قلت :
- أنا  ؟؟!!  لا  أذكر!!!
قال:
- بلى ولكنك نسيتي .
قلت : 
- وكيف أنسى أمرا كهذا ؟
قال :
- إذا طال السفر ينسى المرء أنه مسافر ويظن أن غير موطنه هو الموطن .
قلت وكأني بدأت أصدقه أو أريد أن أصدقه :
- ما الذي اضطرني للسفر؟
قال:
إنه البحث يا ابنتي.
قلت :
- البحث عن ماذا؟
قال: البحث عن المجهول .
قلت : وماذا أريد ببحثي عنه ؟
فال: تريدين الاكتشاف .
قلت : اكتشاف ماذا ؟
قال: اكتشاف الحرية .
قلت : وهل الحرية تكتشف أم تعاش ؟
قال: الحرية لا تعاش حتى تكتشف ..
قلت : وبرأيك ..هل اكتشفتها ..
ابتسم الشيخ وقال بسعادة :
أنت لم تكتشفيها فقط ...بل وجئت معك بكنوز .
قلت بعجب: كنوز؟
قال: نعم ...كنوز المعرفة..
صرت أنظر لنفسي وليديَّ الخاويتين ولذهني المشتت وأقول:
أي معرفة وأي كنوز وأنا لا أراني إلا كما أنا ؟! صدقني إني لا أراني أملك شيئاً ....
(وقبل أن أكمل عبارتي لمحت القلم في يدي ) فقلت حتى لا أكذب في مقولتي :
إني لا أراني أملك إلا هذا القلم .
قال الشيخ وقد تهللت أساريره :
- هذي هي الحرية وهذا هو الكنز ....  

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جميل.